قبلتُ زواجَك ... ولكن ليس بعد

[

أكد خبراء اجتماعيون واقتصاديون أن هناك ظروف عديدة ساهمت في
تأخر سن الزواج عند الشباب، وحذروا من خطر تلك الظاهرة على البنية الاجتماعية
والاقتصادية نتيجة لتفشى الجرائم والأمراض النفسية .

وفى
البداية يقول د.أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع ومستشار المركز القومي للبحوث
الاجتماعية والجنائية إن هناك في مصر 9 مليون رجل وامرأة لم يتزوجوا وتقع أعمارهم
بعد سن الـ35، وتبين وجود 9 مليون شاب وشابة حول سن ال20 لم يتزوجوا وإن هناك ظروف
اقتصادية ومنها مشكلة البطالة وتقع ما بين خريجين الجامعات والمعاهد، ضعف المرتبات،
ارتفاع الأسعار وأزمة المساكن.

أما الاجتماعية ترجع أن كثير من الفتيات
المتعلمات تفكيرهم غير سليم وأن للأهالي عقلية مخربة ومدمرة وذلك لعدم تقديرهم ظروف
الشباب.
وأيضاً هناك ظروف ثقافية أدت إلى تلك الظاهرة ومنها التعليم الذي سبب
مشاكل لأنه قام على التلقين وعدم المشاركة في الحوار؛ ويضيف د.المجدوب بأن المجتمع
المصري يسوده أفكار مضادة للزواج وأن بعض البرامج التليفزيونية تقوم بإفساد وعقول
الشباب، وأن الأجهزة الحكومية تؤدى لعرقلة الزواج ولم ينجح في تقليل معدل الإنجاب
ببعض الوسائل الفاشلة.

أما الآثار السلبية التي وقع فيها الشباب
فمنها الانحرافات الأخلاقية والجنسية والزواج العرفي وجرائم الاقتصاد وظهور ظاهرة
انتهاك الأطفال.. الخ.

ويشير د.أحمد ثابت أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم
السياسية، بأن هناك أسباب عديدة أدت إلى تلك الظاهرة ومنها عدم وجود سياسات حكومية
جادة لتشغيل الخريجين، وعجز القطاعات الخاصة رغم أن الحكومة اعتمدت عليها ولكنها لم
تفعل شيئاً تجاه الشباب، وارتفاع أسعار الأراضي والشقق والأثاث.

وهناك
ارتفاع الأسعار وضعف المرتبات التي يحصل عليها 80% من الشعب المصري ومنهم قلة من
الشباب علماً بأن ازدياد الفقر يؤدى إلى أن عدد كبير من الشباب والشابات وإلى إعالة
أسرهم وعدم تفكيرهم في الزواج.

وتؤكد د.سهير عبد العزيز رئيسة قسم الاجتماع
وعميد كلية الدراسات الإسلامية، بأنها ليست ظروف اجتماعية بقدر ما هي ظروف اقتصادية
وأهمها مشكلة البطالة ومشكلة الإسكان رغم أن الدولة قامت بمجهود كبير في عمل
المشروعات السكنية إلا أنها استعفت على الشباب خاصة في ظل البطالة نمط الاستهلاك
الترفي؛ فالفتاة في وقتنا الحاضر متمسكة بمستوى لا يتماشى مع المستوى الاقتصادي
للشباب، حتى في الريف ظهرت فكرة جديدة وهى فكرة الاستقلالية، بعد أن كان الزوج
والزوجة يعيشون مع الأهل، مما أدى إلى الزحف إلى الأراضي الزراعية وهذا خطر أكبر.


وتؤكد د.سهير أن عدم الوعي لما يقدمه لنا التليفزيون من مستويات مقلّدة
لدول الغرب وغير متماشية مع المستوى الاقتصادي لنا، كما أن التعليم يخرج لنا أشخاص
غير مؤهلين للعمل وأن أيضاً الدولة والقطاع الخاص غير مفتوحة الأيدي لإيجاد عمل
لتوظيف الشباب.