محاكمة الذكري الأولي للفساد هل تكشف الجلسات عن مستشاريها من الوزراء وكبار المسئولي;الذين مهدوا لها الطريق؟;!

جمال الشناوي
ولكن
يبقي السؤال‮.. ‬الذي يتبادر إلي الذهن عندما نطالع أوراق القضية‮..
‬لماذا كل هذه الضجة حول المرأة الحديدية‮.. ‬رغم أن كل ما حصلت عليه من
البنوك لايقترب من حاجز الـ عشرين مليون جنيه مصري‮.. ‬في حين أن آخرين
هربوا بالمليارات إلي الخارج‮..‬؟
‮.. ‬الأجابة القريبة إلي المنطق‮..
‬هي أن هدي عبدالمنعم،‮ ‬بدأت الفساد مبكراً‮ ‬في وقت كان المجتمع يعيش في
الأغلب علي مرتب الحكومة الذي يصل بالكاد إلي مائة جنيه فقط المرأة
الحديدية‮.. ‬اكتسبت صفة الفولاذ من صداقاتها وعلاقاتها‮.. ‬بل الأهم هو
توظيفها لشخصيات نافذة في الدولة بعضهم وزراء في وقتها أو وزراء فيما
بعد‮.. ‬وبعد تفجر فضيحتها‮.. ‬فقد بعضهم مناصبه الكبيرة جدا‮..‬
هدي
عبدالمنعم سيدة الاعمال والاعمار الهاربة منذ عشرين عاما‮.. ‬أو المتهمة
هدي عبدالمنعم في الجناية رقم ‮٦٦٨٥١ ‬لسنة ‮٩٩٩١.. ‬هي وساعدها الأمين
سيد علي عسكر‮.. ‬الذي أمضي العقوبة في السجن‮.. ‬وخرج‮.‬
وبقراءة
سريعة لأوراق القضية التي نظرتها محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار
جمال القيسوني وعضوية المستشارين ابراهيم عبيد وشعبان الشامي‮.. ‬تستطيع
اكتشاف‮.. ‬قوة نفوذ المرأة الحديدية‮.. ‬في مجتمع كان يفيق لتوه من سكرات
النظام الاشتراكي‮.. ‬وبيروقراطية جهاز اداري متجمد بفعل الفكر‮..‬
وبعيدا
عن قصة هروبها التي أعيد نشرها عشرات المرات بروايات مختلفة‮.. ‬ومعالجات
سينمائية متباينة‮.. ‬فان المؤكد أن هدي عبدالمنعم‮.. ‬ايقنت أنها وبفضل
مستشاريها من الكبار أنها فوق القانون‮.. ‬تتلاعب به كما تشاء‮.. ‬تمتطي
صهوته ليحملها إلي عالم الشهرة والمال‮.. ‬والأعمال بكل أنواعها‮.. ‬هدي
عبدالمنعم كانت صنيعة المستفيدين منها الوزراء والخبراء النافذون في جهاز
الدولة الاداري‮.. ‬وللتدليل علي ذلك ففي أوراق القضية‮.. ‬ما يثير
العجب‮.. ‬فمثلا عندما أرادت الحصول علي قرض ـ البنك العقاري العربي ـ
قدمت تراخيص عمارة مملوكة لها‮.. ‬مزور بالكامل‮.. ‬وقالت أن العمارة رقم
‮٩٧ ‬شارع الميرغني تتكون من ‮٥١ ‬طابقا‮.. ‬في حين أن الرخصة الأصلية
الممنوحة لها كانت ثمانية أدوار‮.. ‬والغريب أن معاينة البنك والاوراق
التي قدمتها تؤكد أنها‮ ٥١ ‬طابقا‮.. ‬وبالفعل حصلت علي القرض بدعوي تشطيب
العقار‮.. ‬والغريب أن أصل الترخيص الذي يحمل رقم ‮٩٢ ‬مصر جديدة‮.. ‬لم
يتم العثور علي أثر له‮.. ‬وفشلت المباحث في الوصول إليه‮.. ‬وهو ما يكشف
من قوة نفوذها‮.. ‬في المحليات‮.. ‬وتقول أوراق القضية‮.. »‬أجمع كل
الشهود في هذه الواقعة أن هناك تلاعبا حدث في أصل الترخيص مقصود به تغطية
مخالفات البناء‮.. ‬وحتي يمكن زيادة قيمة القرض الممنوح للعقار‮.. ‬وأن
هذه الواقعة تشكل جناية تزوير‮.. ‬رغم انتهاء تحريات المباحث علي مكان
وجوده‮.. ‬وأن ذلك كان بهدف اتمام عقد القرض مع البنك العقاري العربي
بمبلغ‮ ‬ثلاثة ملايين جنيه‮.. ‬أي ما يوازي ‮٠٦‬٪‮ ‬من قيمة العقار
المخالف لتراخيص البناء والمهدد بالازالة طبقا للقانون‮.. ‬وهو ما يعد ضجة
نصب‮.‬
هكذا‮.. ‬كانت قوة نفوذ وعلاقات هدي عبدالمنعم‮.. ‬والتي مكنتها أن تخرج لسانها للقانون عشرات المرات‮..‬
وحسب
أوراق القضية‮.. ‬فان هدي عبدالمنعم تعاملت مع سبعة بنوك مصرية‮..
‬استطاعت المرأة الحديدية أن تحصل علي قروض بضمانات مزورة‮.. ‬منها خطابات
ضمان من بنوك أجنبية ومحلية زورتها المرأة الحديدية ورجالها‮.. ‬وتفيد
تحقيقات نيابة الأموال العامة والنيابة العامة في القضية أن رجال
البنوك‮.. ‬لاتقع عليهم المسئولية‮.. ‬لأن كل الاوراق المزورة التي قدمتها
للبنوك كانت دقيقة‮.. ‬وأن رغبة تلك البنوك في التوسع في توظيف أموالها
وتشغيلها‮.. ‬جعلها لاترتاب في الضمانات التي زورتها هدي عبدالمنعم
ومساعديها‮.. ‬وأن نفوذ مستشاريها الكبار سهل لها الكثير من أعمالها‮..‬
فمثلا‮..
‬كانت المرأة الحديدية تزور خطابات ضمان من البنك لصالح بنك آخر لتتمكن من
الحصول علي قروض من البنك ومنها مثلا قدمت أوراقا مزورة منسوبة لبنك
القاهرة وفي مصر الجديدة‮.. ‬وحصلت بموجبه علي مبلغ‮ ‬مليون و ‮٥٤ ‬ألف
جنيه‮.. ‬وعندما بدأت لجنة البنك المركزي فحص ملفات هدي عبدالمنعم تم
اكتشاف التزوير‮.. ‬وانتهت التحقيقات فيها إلي عدم علم مسئولي بنك القاهرة
بالاوراق المزورة‮.. ‬وأن بنك قناة السويس لم يصدر أية أوراق‮.. ‬بل
استطاعت هدي عبدالمنعم وجالها‮.. ‬الحصول علي أوراق فخاطبات البنك‮..‬
‮..
‬ولمعرفة قوة نفوذ المرأة الحديدية‮.. ‬أن الاوراق المزورة اختفت من بنك
القاهرة فرع مصر الجديدة‮.. ‬واختصار هذا الخطاب كان سببا في تأخر اكتشاف
القضية‮..‬
‮.. ‬ولم تكتف المرأة الحديدية بذلك بل قدمت خطابات ضمان من
بنك أجنبي هو كريدي سويسي‮.. ‬قدمتهما لبنك القاهرة وبنك مصر العربي
الافريقي لصالح بنك تشيس الأهلي‮.. ‬ولكن هذه المرة تم اكتشاف التزوير قبل
استلامها القروض‮.. ‬وكان خطاب الضمان يحمل رقم ‮٩٣٠٢ ‬بتاريخ
‮٤٢/٧/٤٨٩١.. ‬وتبين من التحقيقات أن أحد موظفي البنك سلم هدي عبدالمنعم
أوراق خاصة بالبنك وعلي خاتم البنك‮..‬
‮.. ‬وأمام كثرة الاوراق
المزورة التي خولت بها هدي عبدالمنعم البنوك للحصول علي قروض ومبالغ‮
‬مالية‮.. ‬فقد انتهي التحقيق إلي توافر اركان جريمة تسهيل الاستيلاء علي
المال العام المرتبطة بجنايتي تزوير أستعمال محررات تلك البنوك‮..‬
‮..
‬وطبعا كان نفوذ مستشاري المرأة الحديدية وسلطة مستشارها الاقتصادي قوية
في البنوك‮.. ‬وتقول مذكرة النيابة في القبض ‮٦٣٩ ‬لسنة ‮٥٩٩ ‬فحص المكتب
الفني للنائب العام‮.. ‬أن كثيرا من قيادات البنوك قد تجاوز سلطاته
التقديرية‮.. ‬وفي كثير من الأحيان كان العضو المنتدب لبعض البنوك يتجاوز
من حدود صلاحياته‮.. ‬فمثلا العضو المنتدب لبنك‮ »‬الأهرام‮«.. ‬خالف
قرار‮ ‬مجلس ادارة البنك الصادر في جلسة بتاريخ ‮٠٣/١١/٠٨٩١ ‬ووافق علي
منحها مليونا ونصف المليون دولار‮.. ‬بدعوي وجود ضمانات مستقبلية
متوقعة‮.. ‬وفي سياق آخر قامت هدي عبدالمنعم بتزوير خطاب ضمان صادر لها
بمبلغ‮ ‬خمسين ألف دولار إلي مليون ونصف المليون دولار‮.. ‬وحاولت صرف
المبلغ‮.. ‬وأثبت تقرير الطب الشرعي أنها كانت تقوم بتوقيع الخطاب المزور
بنفسها‮..‬
‮> > >‬
مع الاوراق في ملف القضية بلغت بضعة
آلاف‮.. ‬وكلها شملت تحقيقات في استيلائها علي الأموال من سبعة بنوك‮..
‬كان تتصرف بكل حرية وحسب طلبها‮.. ‬والجميع عليه السمع والطاعة‮..
‬مستشارها في ذلك الوقت كان وزير الاقتصاد نفسه وبالطبع كانت مكالمة
هاتفية منه كافية لتسهيل وتيسير كل الطرق أمامها للوصول إلي خزائن
البنوك‮.. ‬ولكن بعد انهيار امبراطورية هدي عبدالمنعم بدأت البنوك تسارع
إلي الابلاغ‮ ‬عنها‮.. ‬بعد أن استخدمت ثلاثة خطابات ضمان مزورة للنصب علي
البنوك‮.. ‬أو الشروع في الاستيلاء علي تلك الأموال‮..‬
‮.. ‬وستحاكم
هدي عبدالمنعم التي عادت في توقيت‮ ‬غريب إلي مصر عن عدد كبير منهم‮..
‬منها الاشتراك مع مجهول في ارتكاب تزوير في محرر لبنك قناة السويس احدي
الشركات المساهمة التي تساهم الدولة بنصيب في مالها‮.. ‬وهو خطاب الضمان
رقم ‮٠٤٠٠١٧ ‬والمؤرخ في ‮٩١/٨/٤٨٩١.. ‬ووضع امضاءات مزورة‮.‬
واستعملت المحرر المزور مع علمها بتزويره وقدمت لمدير بنك تسيشي الأهلي ووفقت علي طلب الحصول علي ائتمان به‮..‬
استولت
بدون حق علي نقود البنك العقاري العربي‮.. ‬وبعد فتح التحقيقات‮.. ‬في عدد
كبير من القضايا‮.. ‬اختفت هدي عبدالمنعم‮.. ‬بعدما كانت ملء السمع
والبصر‮.. ‬واستطاعت تحقيق شهرة كبيرة في ست سنوات فقط بدأت في عام
‮٩٧٩١.. ‬وانتهت تقريبا بعد العام ‮٥٨٩١..‬
لم يكن هناك شخص يستطيع أن
يرفض لها أمراً‮.. ‬فمن بطانتها الكثير من المسئولين النافذين‮.. ‬وقيل
أنها‮ ‬غادرت المطار بجواز سفرها الحقيقي‮.. ‬وبصحبة وزير راحل‮.. ‬ثم
خرجت روايات أخري أنها استخدمت جواز سفر خادمتها‮.. ‬بعد وضع صورها في
أوراق الحصول علي جواز السفر‮.. ‬وأيا كانت الروايات‮.. ‬فان هدي
عبدالمنعم ستظل من رموز الفساد الأول في مصر‮.. ‬وسبقها بقليل توفيق
عبدالحي‮.. ‬الذي كان يتنافسها النفوذ والقوة وسوق الانفتاح الذي كان في
سنواته الأولي في مصر‮..‬
‮> > >‬
المستشار جمال القسيوني
رئيس محكمة جنايات القاهرة وأمن الدولة‮.. ‬بدأ هذا الاسبوع‮.. ‬جلسات
محاكمة المرأة التي كانت حديدية‮.. ‬ولكن هل يستطيع أحد اعادة فتح ملفات
تورط مستشاريها في زيادة نفوذها‮.. ‬وسطوتها علي البنوك‮.. ‬لا أحد يستطيع
والحزم‮.. ‬وربي أثارها الدفاع عنها في القضية‮.. ‬إذا تأكد أن طريق
افلاتها من العقاب مسدود‮..‬
‮.. ‬ولكن يبقي سؤال أخير‮.. ‬لماذا عادت
هدي عبدالمنعم‮.. ‬هدي تقول أنها عادت لاستئناف نشاطها الاقتصادي‮..
‬وستكون سيدة الاعمال الأولي في مصر‮..‬
لكن هناك من يؤكد أن شركتها في
اليونان قد افلست‮.. ‬ولم يعد لها فرصة لاستمرار الحياة هناك‮.. ‬فقررت أن
تعود إلي مصر التي‮ ‬غادرتها وعمرها ‮٧٣ ‬عاما‮.. ‬وعادة وهي علي مشارف
الستين‮..‬
محامي المتهمة رجائي عطية يري أن براءة هدي عبدالمنعم
مؤكدة‮.. ‬خاصة أنها تصالحت مع البنوك وسددت مديونياتها بالكامل‮.. ‬أما
نصوص حبكات التزوير‮.. ‬فهل يستطيع المحامي البارع الحصول علي البراءة
لها‮.. ‬خاصة أن هروبها لسنوات طويلة‮.. ‬ربما يسقط الاتهامات ضدها‮..
‬بالتقادم‮.. ‬ولكن الهروب إلي خارج البلاد يسقط هذا الحق‮.. ‬في تعديلات
قانون العقوبات الاخيرة‮.‬
وعلي كل الاحوال‮.. ‬الجلسات ستشهد إعادة احياء ذكري الأيام الأولي للفساد‮.‬

تسلم ايدك
ياجميل

منورني ياميزو مرسي يامعلم علي مرورك

تسلم اخبارك الجديده يا نور

عـابـر سـبـيـل كتب:تسلم اخبارك الجديده يا نور

ربنا يخليك ياصحبي منورني

theangel كتب:

تسلم يانور عا الاخبار الجامده دى

منوراني ياجميل مرسي لمرورك القسم نور