طفلة صغيرة أذهلتني في بساطة التعبير عن مشاعرها

الأربعاء 10 نوفمبر 2010, 12:10 pm

طفلة صغيرة أذهلتني في بساطة التعبير عن مشاعرها كان ذاك عندما عملتمثلجات رخيصة المواد بسيطة العمل في بيتها ثم فرقتها على الجيران, وصلتتذكرة المحبة لي..فتناولت قطعة مما صنعت يديها الكريمتين, نظرت لي أختيمتعجبة لسابق معرفتها بكرهي لهذه النوعية من المثلجات ..قلت لها مفسرةموقفي هذا ..أعجبني بساطة التعبير !! هذه الطفلة عبرت عن محبتها للرسولالكريم عليه الصلاة والسلام بعمل مثلجات بسيطة , فاجتهدت بعملها المتواضعهذا لوجه الله تعالى واهدت ثواب عملها للرسول الكريم هذا ما أبلغت بهعندما سألت عن السبب الذي دعاها لهذا ..

تمنيت لو إننا نتمكن أننعبر عن مشاعرنا هكذا ببساطة بغير تعقيد بعيداً عن التكلف الذي يأخذ منجهدنا الكثير تفكيراً وتعبيراً وهنا أقصد التعبير عن مشاعرنا بشكل عاموذكرت القصة اعترافا لهذه الطفلة بما أهدتني إياه من أسلوب معبر يتسمبالبساطة كبساطة تفكيرها وعفوية تصرفها الطفولي ..

الكثير منايود أن ينجح في إيصال بطاقات المحبة لقلوب الآخرين البعض يهتدي إلى طرقسهلة بل جمالها يكون في عفويتها ..كلمة تقال في أحرف قليلة ذات مدلولاتكبيرة أو في إيحاء وتلميح يكاد أن يكون ترجمة لكل تلك المشاعر التي تكنهااتجاه الأخر .ولعلك أرفقت بهذه الكلمات البسيطة هدية يراها البعض المغاليفي التعبير ساذجة ولا ترتقي إلى مستوى ما يراد التعبير عنه وله ..انظر كمنيكتب احدهم حياته بين دفتي كتاب يراه البعض سطور في كتاب وأنت ومن شاطركهذه الحياة تراها حياة عشتها وعمر قضيته وأودعته بطون الصفحات لتحكي لمنعنيتهم في الكلام والتوجه بالخطاب ما خضته في حياتك المرسومة على صفحاتالورق لن يهمك وصف احدهم لكتابك أيً كان وصفه .. أنها حياتك وأسلوبك فيالتعبير عما حدث لك فيها ,

قلنا البعض يسلك الطريق الطويل للوصول إلى مقاصده من هذا الجهد المضني للفكر واللسان وحتى للبعض الجيب ودفتر الشيكات ..
نعم ..فالبعض لن يرضى بالتعبير الكلامي ولا بأقل من هدايا تكسر ظهرنابالديون والمرهونات كما تفعل الكثير من النساء إذ لا ترضى ألا بالغالي منالحلي والثمين من المجوهرات والمقتنيات والملابس وألا فليس التعبيرالكلامي بشيء ما لم يشفع بما ذكرنا من أشياء باهظة الثمن , كأننا نكتلبمشاعرنا ما نريد جره من جيوب الآخرين لا تفعل النساء هذا فقط ,

قد يحدث مع الرجال مثل هذا وخاصة لمن يعتبر نفسه فوق البشر فلا يناسب ذوقهألا النفيس من كل شيء والمكلف من طرق التعبير , فتراه يهفو سمعه لمن أطنبفي حديث المجالس عنه وصاغ عنه قصائد المدح الطوال أو بالغ بإلقاء ُبردالخطب على كاهل المستمع له مجاملتاً لا تصديقاً ..أو تراه يفتح فاه لكل مايرمى فيه ليحشى جسده بالولائم التي تقام عند استضافته فترانا نثقل علىأنفسنا بهذا الأسلوب المبالغ فيه ..
فلما لا ننتهج البساطة والعفويةعند التعبير عن مشاعر الود والاعتزاز والتقدير لأحدهم..؟! أليس الطريقالمستقيم أقصر الطرق الموصلة لنقطة ما ؟! والطرق الملتوية تضللنا بعيداًعن غايتنا ووجهة مقصدنا ؟!